
يعني: أن هذه القضية معناها: أن الله لا يحدد فئة معينة، يحتاج الإنسان إلى أن يشرح نفسه هو كائنا من كان؛ لأن القضية إما أن تكون ممن يأتي الله بهم، وإما أن تكون ممن يرتد، ومن يرتد سيظهر منه مواقف المرتدين بما فيها الذلة أمام الكافرين، هذه واحدة، أو تكون هذه الفئة التي وعد الله بها، فيظهر بأنك لا تؤثر أي طرف مهما كان، ومهما كان لومه، ولو يصدر بيانا يوقع عليه مائة عالم، لن تتأثر به نهائيا؛ لأنك واعي وفاهم.
{يُحِبُّهُمْ وَيُحِبُّونَهُ} إذًا فأين أفضل لك أن تكون ممن يحب من قال عنهم: {هَاأَنتُمْ أُوْلاء تُحِبُّونَهُمْ وَلاَ يُحِبُّونَكُمْ} أليست هذه خسارة أول شيء؟ أما هنا فيقول: {يُحِبُّهُمْ} في المقدمة. {يُجَاهِدُونَ فِي سَبِيلِ اللّهِ} لماذا لم يقل: يقاتلون هنا؟ نقول فعلاً: أن الآية تتحدث عن هذا الزمن؛ لأن القرآن هو للناس وللحياة كلها، الجهاد يعبر عن حالة الصراع، وسعة الصراع وميدانه أوسع من كلمة: يقاتلون، أي سيتحرك في كل مجال يستطيع أن يتحرك فيه، ويقتضي العمل بإيجابية أن يكون مؤثراً على العدو فيتحرك فيه، بذل الجهد، سواء في موضوع ثقافي ، اقتصادي ، عسكري ، سياسي ، إعلامي ، في كل مجال يستطيع أن يتحرك فيه، حرب نفسية، والحرب النفسية من أبرز مظاهر الصراع في هذا الزمن، الحرب النفسية؛
اقراء المزيد